وكالة سباي سات عمان - طرابلس – لم يعد نشاط الجماعات المتطرفة والمتشددة سراً في العاصمة الليبية طرابلس، وما تنكره الميلشيات المسلحة المسيطرة على مقاليد الأمور في المدينة منذ شهر أغسطس الماضي، بات سراً معلناً لسكان لمدينة الذين فوجئوا بظهور «الدواعش» في قلب العاصمة للمرة الأولى على هذا النحو، منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وكما قال أكثر من ساكن ومقيم في العاصمة الليبية لـ 24، فإن الارهابيين باتوا الآن يتجولون سيراً على الأقدام في أهم الشوارع والميادين الرئيسية بالمدينة التي يقطنها نحو مليون ونصف نسمة، من دون أن يتعرضوا لأي عقاب من أي نوع.
وبحسب «موقع 24» الإخباري، قال ناشط سياسي، مشترطاً عدم تعريفه خشية تعرضه لمضايقات: “هنا في طرابلس يمكنك أن ترى نموذجاً مصغراً من تورا بورا، أو قندهار”، في إشارة إلى معاقل المتشددين في أفغانستان.
وأضاف أنهم يسيرون على الأقدام “كأنهم في نزهة”، ويعلنون بكل صفاقة عن تواجدهم دون خشية أحد.
وتسيطر قوات فجر ليبيا المكونة من ميلشيات مسلحة من مصراته وحلفائها من الجماعات المتشددة على العاصمة منذ عدة شهور، وتحتل هذه الميلشيات معظم مقرات الدولة والحكومة بشكل رسمي وعلني.
وكان فرع داعش في ليبيا دشّن أخيراً حملة لمن وصفهم بـ “رجال الحسبة” وهم يمارسون عملهم جهاراً نهاراً، في تحدٍ واضح للشرعية الممثلة في مجلس النواب وحكومته الانتقالية المنبثقة عنه، برئاسة عبد الله الثني، والتي اضطرت للانتقال إلى مدينتي البيضاء وطبرق، في شرق البلاد، لممارسة مهام عملها.
ووزع ما يسمى بالمكتب الإعلامي لولاية طرابلس تقريراً مصوراً يتضمن نشاط رجال الحسبة وهم يقومون بإزالة ما وصفها بـ “المنكرات” الظاهرة في الأسواق، أو لافتات تحمل أسماء نسائية من بعض المحال التجارية.
وتظهر الصور، المتشددين وهم يرتدون ملابس شبيهة بالزي الأفغاني، وبعضهم ملثم ومسلح، بينما يتجادلون مع بعض أصحاب هذه المحال.
وأصبح تواجد تنظيم داعش في ليبيا محل جدل أخيراً، بعد سيطرة الميلشيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين على المدينة، إثر المعارك العنيفة التي أدت إلى تراجع قبضة ثوار الزنتان وبقايا الجيش الوطني الليبي على طرابلس ومطارها الدولي، والتي خلفت مئات القتلى والجرحى.
وبينما تقول ما تسمى بحكومة الإنقاذ الوطني، التي يترأسها عمر الحاسي المحسوب على المتشددين، إن طرابلس آمنة ولا يوجد بها أي متطرفين، فإن سكان المدينة باتوا ينقلون للعالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة فيس بوك وتويتر، هاجسهم من هيمنة التطرف على العاصمة.
وقال صحافيون وناشطون محليون إنهم تلقوا تهديدات بالقتل عبر هواتفهم النقالة بسبب ما يكتبونه حول نشاطات المتشددين في المدينة.
وقال مسؤول في الحكومة الليبية، في تصريح خاص، تعليقاً على ظهور الدواعش في طرابلس، إن هذا العمل يقوي موقف الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني، ويؤكد أنها تواجه مجموعات إرهابية، حيث إن مجموعات ما يسمى بعملية “فجر ليبيا” مهدت الطريق لهذه الأعمال ولظهور داعش علناً.
واعتبر أن كل ما يقال عن حكم محكمة أو إسقاط البرلمان هو في الواقع لفتح الطريق أمام داعش، وزيادة على ذلك ما قامت به حكومة عمر الحاسي من نعي لأبو أنس الليبي الذي توفي في أمريكا، وإقامة جنازة رسمية وموكب كبير.

