الصياد الاخباري - نشر أحمد جمال الجراح - تقرير الإعلامي محمد الغول - الفقر والبطالة وانتشار الفساد وسوء الخدمات ..الخ كلها أحوال وظروف يتفاعل معها البشر وفقا لما يملكون من أدوات العقل أو بالمشاعر. وهذه الادوات قد تدفع صاحبها للغضب والشعور باليأس والاحباط وحتى النقمة على المجتمع، لكنها لا تدفعه إلى الانتحار إلا اذا اقترن أي منها مع سمات مرضية يمكن تشخيصها في العيادات المتخصصة.
ننقم على الوضع الاقتصادي في البلد هذا طبيعي، نغضب من سياسات الفقر والافقار والاذلال والفساد والترهل هذا طبيعي أيضا. أما القبول بمنطق الانتحار حلا لمشاكل الناس، والتعامل معه باعتباره نتيجة "طبيعية" للفقر والتهميش، فينطوي على استغلال بائس لمأساة شخص مريض، حتى لو كان الهدف تسليط الضوء على السياسات المُذلة للحكومة.
ومن يقبل بتبرير الانتحار بهذه الأمور وكأنه يوجه دعوة لمئة ألف شاب في أقل تقدير يعيشون ظروف الشاب المنتحر نفسها، إلى التوجه للجسور العشرة واختيار ذات المصير! ...

