للقراءة وفقط
المشهد الثقافي الأردني
(إربد مدينة_عاصمة_ الثقافة العربية)
بتجرد وبكل بساطة فإنّ المشهد الثقافي الأردني في حالة جيدة ويشهد صحوة حقيقية يقوم عليها مجموعة من المنتديات وكل منتدى بحسب رؤيته وبرعاية تكاد تكون كثيفة من خلال وزارة الثقافة التي يقوم على إدارتها فنيا أمين عام هو روائي ومثقف مطلع جيدا على الساحة المحليّة.
وحتى أكون منصفا أكثر في طرحي فإن هناك عددا لا بأس به من الأدباء والشعراء والناقدين والفنانين يقدمون جهدا ملموسا لصناعة حراك ثقافي مؤثر بشكل أو بآخر ولكن ..!
هناك أسماء اعتقدنا أنها كبيرة انكشفت حقيقتها على الأقل على الساحة الإربدية حين انحرفت بوصلتهم باتجاه الذات على حساب إربد التاريخ فكان العزوف واضحا من قبل عدد كبير من الفاعلين على الساحة الثقافية الإربدية خصوصا والأردنية عموما، كما تم تهميش الإعلاميين المخضرمين، عدا عن استبداد بعض النافذين فصار أن وُلِّي الأمر لغير أهله، وعدا حفلات الطرب فلم ينجح أي نشاط خارج المنتديات نجاحا حقيقيا، فقد تم وضع عقبات حقيقية أمام المنتديات الفاعلة، وتم تأسيس منتديات (على الحارك) للحصول على دعم من إربد مدينة الثقافة وبعضها موجود منذ مدة ولم تقم بتقديم فعل ثقافي حقيقي ولكنهم تلقوا تمويلات وبالآلاف، وانتهى دورهم ولا أظن انهم سيعودون للساحة.
كنت أودّ ألا أتطرق للجانب المادي، ولكن عمليا المادة أساس رئيس للحراك الثقافي، حتى حين تم استضافة إخوة لنا من بلدان أخرى، كان ما كان وشهدنا كثيرا من الهفوات، وهو أمر مبرر لو لم تكن إربد عاصمة للثقافة،
ما جرى ويجري غريب مريب حيث لم يتغير في الأمر شيء، وما زالت إربد تضج بخسارتها، علما بأنه لم يتبقّ سوى خمسة أشهر، وتنتقل الراية لبلد ومدينة عربية أخرى، ماذا صنعنا سوى أننا كتبنا أبيات شعر لعرار شبيهة بمقالتي هذه فيها ما فيها من نقص الهمزة وأخطاء النحو.
إربد مدينة تستحق كما الأردن ثقافةً عاليةً سويةً، بعيدا عن المحسوبية والأسماء التي صارت مملة لكثرة ترديدها، وأعجب العجب أن لا يتم السعي للوصول إلى الشباب، وأن يتم استثناؤهم من التنظيم والمشاركة، كما تم تفعيل هيئات لم تقم بنشاط واحد منذ ما قبل كورونا وهناك عزوف فعلي من الجمهور المناصر للثقافة فالأسماء على جمالها هي هي والحضور مكرر..حتى الشعار لا يعطي إربد حقها وقد كتبت عن ذلك قبل عام!
قد يقول قائل لأنه تم استثناؤك كتبت هذا، فأقول ربما نعم، ولكن تم استثناء من هو أولى مني أيضا .. فأنا ممتد على مستوى الوطن من العقبة حتى عقربا .. ولكن الله ثم الثقافة في الأردن وإربد من وراء القصد.
بقلم : جروان المعاني -كاتب اردني
نشر : أحمد جمال الجراح - صحفي ومحرر اخبار مزاري

