بقلم : رويدا إبراهيم
وكالة سباي سات - الاخباري - ليتنا عدنا أغراب ، ليتنا نعود لنقطة بداية جديدة بلا ماضي يؤرق مضجع السكينة في ارواحنا بلاندوب.. بلاذاكرة للوجع والخلافات والكلمات التي تنخر في الروح وتزعزع كل شعور بالسلام ، بلا هذا الحزن في عينيك الذي يرهقني حتى أخر روحي ، بلا هذا الشعور المقيت في روحك والذي أتلمسه حزناً حزناً ... وندباً ندباً ، كلما ألتقينا مصادفة بلا سياط عينيك وهي تحرق جلدي ولايسعني سوى التجاهل وأدعاء أنك لاتعنيني في محبة ، دون أن أتعمد تجنبك ووتعمد تجاهلي وكلانا يقتله الحنين .
ليتنا عدنا نقيين كأول خيوط الصباح نلتقي على غصن شجرة نيم عتيقة نغرد أغنية لفيروز تستمع للحن على شفتي وتغازلني بنص تكتبه على جدارك الأسفيري ، فيروز .
كنت أنت سبباً لأكتشافي ذلك الصوت الشارد من الفراديس كما كانت لمحبتك وحدها القدرة على فتح عيني على وسعهما لرؤية الجانب الآخر للصورة ، رائحة الصباح ، نكهة القهوة ، زقزقة العصافير ، خرير الماء ورائحة الشتاء الأولى ، وجه النيل ، أغاني (عثمان حسين ) (صوت فيروز ) قصائد حميد ، شهية الأحاديث الطازجة ، بريق القمر في ليالي كهذه ، قلق الأوقات حينما لاتكون ، هالة حضورك التي تصيب رأس قلبي بالدوار ، نكتشف جاذبية الضحكات للمرة الأولى ، النظرات المسروقة ، والتلميحات ، الأغاني المهداة ، رعشة الغياب واللقاء ، قلق اللحظات والحكايا ، والقفشات ، وجهك .
وجهك دفء الأوقات الرتيبة وحنية الأحاديث والمشاوير ، صوتك الرخيم يغوص بجسدي يغرقني بنشوة السكاري أثمل من فرط اللذة وأغرق ببحر لانهائي تعيدني بنبرة غضب مصطنع إليك تجز على أسنانك وأغرق أنا بالضحك ، أضحك أضحك
كأن كل شيء سيء تلاشى
تلاشى فحسب دون سابق حزن أو وجع .
ليتنا عدنا أغراب نتلاقى مصادفة تبتسم لي بدفء تنظر في عيني طويلاً وتخبرني أن ثمة شعور يجذبك إليهما فتنظر نحوي طويلاً نعلق بالوقت والتفاصيل ويختفي الوقت كعادت حضورك ، وأحبك للمرة الألف كما أحببتك للمرة الأولى ، وتهمس لي بطريقتك تلك ( إنتي أحلى حاجة حصلت لي ) .
رويدا إبراهيم أبوشقر

