بقلم : د. محمد البدور
وكالة سباي سات الاخباري - مساء السبت وهو اليوم ٢٣ مابعد الطوفان اطل ابو عبيده الناطق العسكري لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومه الاسلاميه "حماس" وتحدث عن انتصارات المقاومه يوم عملية الطوفان وابادة فرقة غزة وكذلك استمرارية الصمود والتصدي لاي مواجهات مع الجيش الاسرائيلي بل وإلحاق الهزيمة به وتكبيده الخسائر الفادحة .
ماكان ينتظره العالم ان يتحدث ابو عبيده عما دار من مواجهة عسكرية لليلة مضت تم فيها قيام الجيش الاسرائيلي بشن هجوم بري ولو كان محدود كما وصفه الإسرائيليين لكن حصل هذا الهجوم من على جبهتين رئيستين عي الشمالية والشرقية الغربية ورافقها هجوم بحري وجوي في ظل انقطاع لكافة اشكال الاتصال الذي من الممكن ان يوثق اي شيء عن المعركه وكأن اسرائيل ارادت من ذلك بالفعل ان تغطي على اي فضيحة عسكرية اذا ما اخفقت بالهجوم ويبدو ان هذا ماحصل بالفعل ان فشل الهجوم وتكبد الجيش الاسرائيلي خسائر جسيمة رشح الحديث عنها من قبل مسؤولين امريكيين واسرائيليين قالوا ان النتائج كانت مخيبة للامال ووصفت العمليه انها عمل عسكري تم لاسترداد الاسرى المعتقلين لدى حماس وان العملية الكبرى للقضاء على حماس لم تأت بعد " هكذا فسر الاسرائيليين هجومهم البري ليلة الجمعة على صبيحة السبت وارادوا لهذا الهجوم ان يكون ليلي للتعتيم على اي اخفاق متوقع فتم قطع الاتصال وشبكة الانترنت ولم يصل اي مراسل صحفي للمنطقة .
لكن ،،، لماذا لم يتطرق بيان حماس على لسان ابو عبيده لما دار في هذه الليلة الساخنة ؟
الحقيقة ان حماس لم تكن ناجحة ومتفوقة في العمل العسكري فحسب بل ومتفوقة إعلاميا ودبلوماسيا ومتميزة بالادارة النفسية والمؤثرات في الرأي العام من خلال تركيزها على الورقة الضاغطة على العنق الاسرائيلي اجتماعيا وسياسيا وعسكريا وانسانيا "الاسرى" المعتقلين لديها
اعتقد ان هناك مفاوضات سرية عاجلة جرت نهار السبت من خلال وسطاء دوليين حول ملف الاسرى بعد فشل الهجوم البري وان حماس اخذت وعود بتحقيق مطالبها بالافراج عن سجناء فلسطين وانها استجابت لتلك الوساطة ولم تريد حماس الحديث عن انتصارها ليلة الجمعة حتى لاتحرج اسرائيل بفضيحة مدوية اخرى وان الوسطاء قد طلبوا من حماس اعطاء فرصة لاسرائيل لكسب ماء وجهه وتجاهل اي حديث عن الانتصارات البرية واتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية للبحث بموضوع الاسرى وكذلك توسيع ابواب المساعدات الانسانية لغزة وهذا ما اراد ابو عبيدة ايصاله انه عاتب على قادة العرب لعدم الضغط السياسي على المجتمع الدولي بهذا الخصوص على حد تعبيره ، وفي هذا الاطار استدار نتنياهو بظهره الى ذوي الاسرى واجتمع بهم واراد ان يغير قواعد اللعبة ليجد مخرج لنفسه وجيشه من الاحراج العسكري لعدم تمكنهم من استعادة الاسرى عسكريا رغم وجود خبراء امريكيين من قوات دلتا في الميدان .
ما اقرأه في المشهد السياسي والعسكري والاعلامي ان المرحلة القادمة والعاجلة سوف يتم فيها تكثيف الجهودالدبلوماسية على موضوع الاسرى وتهدئة الحديث عن الهجوم البري الذي لطالما اسرائيل تلوح به واحتار دليلها فيه وتخشاه ان يكون مقبرة لجيشها وهي ترى ان الميدان لازال غير مهيئا لتلك المواجهة وسوف تستمر طيرانها بتدمير البنية التحتية لغزة كلها لطالما باتت الانفاق شبح الموت لجيشها .
ما استنتجه ان المقاومة الفلسطينية انتصرت مرة اخرى انتصارا عسكريا بميدان المواجهة المسلحة واذاقت اسرائيل هزيمة اكبر من سابقتها في اليوم الاول لعملية الطوفان وان اسرائيل اليوم في اسوء ظروف حياتها منذ ٧٥ عاما مضت على احتلالها لفلسطين وقد تكشفت عورتها

