بقلم : خليل النظامي
الجواب بكل وضوح مرتبط عدة عوامل من أبرزها العامل المرتبط بـ تاريخ إنشاء المستشفى وإسمه وتبعيته الإدارية، في ظنهم أن هذا المستشفى يتعارض ويتقاطع بشكل مباشر مع المبادىء الأساسية والعقائدية لـ حركة المقاومة الفلسطينية، خاصة "حركة الجهاد الإسلامي" التي كانت أول المتهمين من قبل مكتب الصهيوني "نتنياهو"، الأمر الذي سيؤكد إتهاماتهم المقاومة الفلسطينية بـ "الدعشنة" أمام المجتمع الدولي من جهة، وليتمكنوا من الإستمرار في تنفيذ مخططهم السياسي العسكري الكبير في المنطقة من جهة أخرى.
تفاصيل كشف الرواية الصهيوأمريكية ومما يكشف زيف الرواية الاعلامية "الصهيوأمريكية" الخبر الذي نشر في صحيفة "وول ستريت جورنال" تحت عنوان "القنبلة التي إستهدفت مستشفى المعمداني أمريكية"، والذي أكدت في مضمونه أن القنبلة التي تم إلقاءها على مستشفى المعمداني في غزّة هي من نوع (MK-84)، وهي من أنواع القنابل التي قامت الإدارة الأمريكية بتزويدها لـ الكيان الصهيوني. ولـ تزييف حقيقة المجزرة التي إرتكبها الصهاينة في مستشفى المعمداني وتعزيز روايتهم وإتهامهم لـ المقاومة الفلسطينية قال "بايدن" في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني "نتنياهو":"حزنت وغضبت بشأن الانفجار في المستشفى المعمداني أمس ويبدو أن الجانب الآخر وراء ذلك وليس أنتم"، وأضاف: "العالم ينظر ليرى ما سنفعل وأتطلع لمحادثات معمقة معكم".
إلى ذلك أوضح خبراء عسكريون أن المقاومة الفلسطينية لا تمتلك الأسلحة والصواريخ التي تم قصف المستشفى بها، مؤكدين ان هذا النوع من الأسلحة تم تزويد الكيان الصهيوني به من قبل الإدارة الأمريكية، مشيرين إلى أن هناك معلومات غير مؤكدة في الإعلام الغربي تشير إلى أن الطيار الذي قام بقصف المستشفى أمريكي من طائرة تابعة لـ الجيش الأميركي. وتطابقت هذه التفسيرات مع ما نشره الصحفي الأمريكي "روبرت ماكي" عبر منصة "X" كشف فيها تناقض الادعاءات "الإسرائيلية الصهيونية"، حول قصف حركة الجهاد الإسلامي لمستشفى "المعمداني" في غزة.
علاوة على أن قصف مستشفى "المعمداني"، كان قد سبقه أخبارا مؤكدة من البيت الأبيض عن قمة رباعية ستعقد في العاصمة الأردنية عمان، الأمر الذي فسره العديد من المحللين السياسيين على أن هذا القصف كان له هدف أخر تمثل بـ محاولة لـ إفشال عقد هذه القمة نظرا لـ ما سيواجهه الأميركي "بايدن" من ضغوطات كبيرة من رؤساء الدول المنعقدة على رأسها الأردن وربما تصل لـ حد التهديدات، ما أعتبر على أنه العامل الآخر لهذا القصف.
ولم يكتف الكيان الصهيوني وقام بـ دعم الكذبة التي إتهم بها حركة المقاومة الإسلامية بـ تسجيل صوتي نشر كـ تغريدة على صفحة "إسرائيل بالعربية" عبر منصة (X) مكتوب عليها: "قد كشفت استخباراتنا مكالمة هاتفية بين ناشط سابق في حماس وبين أحد سكان القطاع تحدثا خلالها عن عملية اطلاق صواريخ فاشلة وقعت تحديدًا في المستشفى المعمداني. لقد قمنا بتأكيد هذه الشهادة مع مصادر استخبارية إضافية وتأكدنا من صحتها". التسجيل الصوتي الزائف تم تفنيده وكشف زيفه من قبل مراسل وكالة (RT) الصحفي مكسيم الطوري، حيث أوضح أن لهجة المتحدثين في التسجيل المنشور لا تمت للهجة أهل غزة بصلة، مشيرا إلى أنه استمع للتسجيل أكثر من مرة، وكونه فلسطيني ويميز لهجات سكان مناطق فلسطين فإنه يستطيع أن يجزم بأن المتحدثين ليسوا من غزة، وحتى أنه يشك بأن أحدهم فلسطيني أصلا، ولكي يقطع الشك باليقين طلب ("الطوري) من عدة أصدقاء له في غزة بسماع التسجيل الصوتي، حيث أجمعوا على أن التسجيل مزيف وأن الأشخاص لا يمتون لغزة بشيء.
وغرد موضحا؛ "أن الكيان الصهيوني يحاول من خلال تزوير البيانات والمعلومات إخفاء المجزرة التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة". وكانت قد أكدت مصادر في حركة الجهاد الإسلامي في تصريحات صحفية أن الصاروخ الذي أصاب النازحين في المستشفى المعمداني يحمل رأساً متفجراً كبيراً لا تستخدمه "الجهاد الإسلامي" ولا فصائل المقاومة الأخرى، مؤكدة عدم صحة ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي وأنها محاولة لـ الهروب من مسؤوليته عن المجزرة بعد الإدانات الدولية الواسعة المنددة. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد إرتكب مجزرة تاريخية جديدة في اليوم الـ11 من حربه الشعواء على غزة بقصف مستشفى المعمداني، مخلفا أكثر من 500 شهيد ومئات المصابين.
الانباط

