وكالة سباي سات - الاخباري - في ظل الأزمة الإنسانية التي يعانيها "الغزيون" منذ الحرب الشرسة على القطاع، والمساعدات تتوالى من جهات دولية وإنسانية عدة، ولكنها تصطدم بحاجز "منع دخولها من جانب الاحتلال"، الأمر الذي فاقم حجم المعاناة
واستنفرت جهات تطوعية خيرية من داخل القطاع وخارجه للمساعدات الإنسانية، وفي الأردن، كان هناك حضور بارز للجهة الخيرية التطوعية في خدمة سكان غزة، وهي جمعية تآلف الخير، ومقرها الأردن، ولكن لديها فريق متعاون من داخل غزة، ويتم التنسيق فيما بينهم بالطريقة المثلى والممكنة لمساعدة الأهل هناك، وبخاصة الآن بظل تفاقم الأوضاع المأساوية في فصل الشتاء، ووجود عدد كبير من النازحين من مختلف مدن القطاع
"معاً لتخفيف معاناة أهلنا في غزة"، هو الشعار الذي انطلقت منه المساعدات في القطاع، ومن "تآلف الخير لغزة منا السلام"، كانت بوابة عبور المحبة والتضامن والعون، ووفق مدير المشاريع في "تآلف الخير" المهندس عمر الذيب، فإنه ومنذ اليوم الأول من أحداث أكتوبر 2023، لم يدخر" التآلف" جهداً في مد يد العون لإخواننا في غزة من خلال للمشاريع المتنوعة من توفير الغذاء والماء والمستلزمات الطبية وغيرها من المعونات الضرورية
ويبين الذيب أن المتطوعين في فريق التآلف في غزة عمدوا إلى إحصاء أماكن كثيرة يمكن أن تتوفر فيها المواد الأساسية من ماء، غذاء، ومستلزمات طبية ومراكز يتوفر فيها الوقود والإيواء لتوصيل المعونات لها، منذ الأيام الأولى للحرب، وقبل أن تزداد الأمور سوءا في القطاع، والعمل ما يزال مستمراً في العون رغم صعوبة الوضع هناك
كما قام الفريق المتواجد في غزة بعمل حصر لأماكن التدخل مثل المستشفيات ومراكز الإيواء، والعمل على إصلاح الآبار وغيرها، وإحصاء أنواع التدخلات الأخرى، كأن يقوم الفريق بشراء مستلزمات وتوزيعها على العائلات، حيث كان للتواصل المسبق مع التجار في بداية الحرب سبيل لتسهيل إيصال المساعدات في الأسابيع الأولى للحرب
وعن "تآلف الخير"، قال الذيب إنه شركة تجارية ربحية ذات مسؤولية اجتماعية عالمية تأسست منذ 2009 تعمل في 23 دولة حول العالم من خلال نموذج فريد تقوم العلاقة بينها وبين عملائها على الشراء المباشر والتوكيل بالإنابة عن المشترين أو المتبرعين بتوصيل منتجاتها وتوزيعها لمن (ينتقيه العميل)، ويتكفل فريق العمل في التآلف بناء على ذلك، وبالتعاون مع التجار في كل مكان وتوفير المواد حسب الحاجة، لا سيما وأنها تعمل في غزة منذ ما يقارب العشر سنوات
عندما نتحدث عن مكان محاصر، يؤكد الذيب أن كل شيء كان مهما، فكل ما تجده سيحدث فرقا في حياة أهل غزة، لذلك كنا نحصي كل ما يمكن توفيره من مستلزمات، وتمكن الفريق من توفير نسبة من الاحتياجات الأساسية
أبرز تلك الاحتياجات تمثلت في توفير الغذاء، إذ ومنذ اليوم الأول تم توفير وجبات وسلات غذائية، ثم ومع تزايد النزوح لصعوبة الأوضاع، ولتوفير الكلف تم العمل على توفير الخدمات في أكثر من 35 مركزا للإيواء يضم كل مركز ما يقارب الألفي شخص، وكان ذلك إبان حالات النزوح الأولية
ولحاجة النازحين إلى الغذاء، قام فريق التآلف بتوفير المواد الأساسية للطبخ والقدور، ويقوم المتواجدون في المركز بالطبخ باستخدام الحطب مما يسهم في إشغالهم ودعم صمودهم، وللأسف، فإن ما يتوفر من مواد غذائية قليل جدا، وفق ذياب
وكما يقول ذياب "كان علم الأردن مرفوعا هناك في تلك المراكز، لتكون وكأنها هدية أهل الأردن وعملاء تآلف الخير، وإننا معهم بقلوبنا وكل ما يلزم لدعمهم بشكل مباشر في تقديم المساعدات التي هم في أمس الحاجة لها"
ولما شهده القطاع من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، كان "تآلف الخير"، ومن خلال مشروع سقاية لحفر الآبار، على اطلاع بما يعانيه أهل غزة من مشكلة الحصول على مياه صالحة للشرب،
في الفترة الأولى من الحرب على القطاع، قام "تآلف الخير" بتوفير الوقود اللازم لعمل محطات تحلية المياه وكذلك إصلاح الآبار، بعد ذلك العمل على توفير الطاقة الشمسية لمحطات التحلية، وما مكن من ذلك هو الخبرة السابقة لفريق العمل الذي كان قد عمل على تأمين الطاقة الشمسية لمستشفى العيون، والآن أصبح هناك شح شديد في المياه كما هو حال كل شيء هناك
إضافة إلى ذلك، بين الذيب الجهد الذي قام به "تآلف الخير" بالتعاون مع شركاء العمل في غزة، فيما يتعلق بالمستلزمات الطبية، إذ عملنا على تأمين مستلزمات طبية لعدد من المستشفيات، وكان ذلك قبيل الاقتحامات التي تعرض لها القطاع الطبي من قبل الاحتلال وعدوانه الوحشي
ومن أشكال المساعدات التي يتطلبها القطاع الطبي في مستشفيات غزة، كان العمل على توفير عدد من الكراسي المتحركة، والأسرة الطبية، وفرشات طبية، مستلزمات عمليات جراحية، ومستهلكات طبية أخرى، إضافة إلى توفير وجبات غذائية للمرضى وغيرها مما كان يمكن توفيره
أما فريق الإنقاذ، فهو عبارة عن فريق من المتطوعين من شباب غزة "الشجعان"، كما يصفهم الذيب، والذين يتمحور عملهم في إنقاذ العالقين تحت الركام من الجرحى وحتى الشهداء، والعمل على إخلاء الطرق من الأنقاض لتسهيل عمليات التنقل على سيارات الإسعاف والأفراد، كما يقوم بالاستجابة العاجلة من خلال رقم التواصل المباشر، وتم تزويد هذا الفريق بما يتيسر من المعدات اللازمة للعمل، إضافة إلى توظيف جرافة لإزالة الأنقاض
ونيابة عن فريق "تآلف الخير"، يوجه الذيب رسالة للعالم ولكل ساعٍ للمساعدة والوقوف مع غزة أكثر من أي وقت مضى، فمخزون غزة من المواد الأساسية والغذائية أوشك على الانتهاء أو انتهى في بعض الأماكن، ودُمرت الكثير من المخازن والمخابز، وبات الحصار أكثر شدة والوضع يزداد صعوبة، ولا ينتهي ذلك إلا بفتح المعابر وتوفير المساعدات الكافية
كما يتمنى الذيب أن يكون هناك حلول جديدة تتبلور بعد وقف إطلاق النار، وتدخل سريع، وإلا سيكون هناك حالة من الجوع الشديد، وهذا يحتم على الجميع العمل على إنقاذ أهل غزة الآن قبل فوات الأوان

