بقلم : د. محمد البدور
وكالة سباي سات - الاخباري - اثناء خدمتنا العسكرية بالقوات المسلحة الأردنية كان ينادي ضابط الميدان الجنود اثناء مسير الطابور وبصوت الاسد "دق على الكعب " ارفع راسك عرش فوق ماذا يعني الدق على الكعب ؟
يقصد الضابط المنادي ان سر للامام بقوة وعزم وثبات لان ضرب الرجل بالارض بقوة الكعب تعني ان جسمك كالفولاذ ورجل الجندي تحدث بضربة الكعب رجة اقوى في الارض التي يسير عليها الجنود ففيها من الشدة مايبعث على الثقة بالنفس والصلابة اثناء المسير .
اليوم الاردن يسير بثبات ويدق عالكعب ومن حقنا ان نرفع رؤوسنا ونعرش فوق قد يخالفني الكثيرون ولا يعجبهم كلامي ولكن وقت العيد التقيت بسيدة اردنية في قريتي صمد الحاجه ام عبدالله وتبلغ من العمر اكثر من ٨٦ سنة لخصت تاريخها ومسيرة حياتها بكلمات "الحمد لله على نعمة الرضى "ونصحتني "اذا سالك حاسد وحاقد قل انك شديد الحيل فوق المعلقية "وتقصد بالمعلقية الخيل وان لاتظهر ضعفك حتى لاينقض عليك خصمك .
نعود لما كان ينادي به ضابط الميدان ارفع راسك عرش فوق معتدل سر لافهم ماقالته ام عبدالله انك يجب ان تكون قوي ولو كنت ضعيف وان لاتقزم قدراتك وان ولا تخفف من وزنك وثقل ميزانك وعرض اكتافك امام الاخرين حتى اسرائيل يبدو انها تعمل بمقولة الشيخة ام عبدالله فرغم ضربات المقاومة وخسائرها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية في حربها المجرمة فلا زالت تقول عن نفسها شديدة الحيل فوق المعلقيه .
ومن هنا نحن في الاردن وقفنا بثبات وعزم تجاه مايدور حولنا من احداث تحاول ان تنهشنا وتصغر من مواقفنا السياسية والعسكرية والشعبية والوطنية تجاه مواجهتنا لعدوان إسرائيل على اهلنا في غزة فلم يكن الانزال الجوي للمساعدات الانسانية بالامر الهين ولم تكن قيادة جلالة الملك لسرب طائرات طار في سماء غزة نزهة ولم يكن المستشفى العسكري الاردني بطواقمه الاردنية مسرح سيرك ولم تكن هباتنا الشعبية مجرد فقاعات وغوغاء ولم تكن مواقفنا السياسية استعراض اعلامي واهازيج كلامية .
نعم الاردن يقف اليوم بصلابة ورباطة جأش حاميا للحق الفلسطيني مدافعا عن فلسطين وامة العرب وسط ضجيج من المواقف العربية المتشرذمة وهجيج عربي من الحضن العربي ومخططات دولية تنظر الينا بالهمز والغمز ان وطننا بديل عن فلسطين لاخيار امامنا الا مانحن فيه وما فعلناه وما نقدمه يفوق قدراتنا وفوق امكاناتنا واكبر من طاقاتنا فلا حق لاحد ان يجلس متكئا على سرر لينتقدنا او ينصحنا بخيالات وخيلات لاتسمن من جوع ولا تشفي من سقم فتحرير فلسطين وشن الحرب على إسرائيل يحتاج الى إعداد عربي وإسلامي ووحدة لجيوش العرب وساستها وجماهيرها.
ونحن في الاردن لسنا كبش فداء عن غيرنا من اولئك الذين يريدون رمي اليهود بالبحر وتكاد قريتي صمد قدمت من الشهداء لفلسطين اكثر من ذاك البلد دق عالكعب يااردني ومعتدل سر الى الامام وارفع راسك عرش فوق والاردن شديد الحيل فوق المعلقية .
