بقلم : د. محمد البدور
وكالة سباي سات - الاخباري - تركيبة مجلس النواب الحالي تعكس الرؤية السياسية والوطنية للمرحلة القادمة وقد خلت من النمط التقليدي المعتاد لطالما كنا نألف في المجالس السابقة تكرار وجوه لشخصيات وطنية كنا نعرفها في مواقع مسؤولية متغيرة ومتنقلة من ذاك المكان الى هذا ولربما كانت تسيطر على المشهد النيابي وهذا مايخلو منه المجلس الحالي رغم انه تكرر اسماء بعض النواب السابقين ولكن بنسبة ضئيلة قياس للمجالس السابقة كما غاب عنه شخصيات عرفناها بوجهها العشائري والجهوي .
فما مفهوم الرسالة السياسية والوطنية من تركيبة هذا المجلس ؟
هذا المجلس خليط من الاسلاميين الاوفر حظا فيه وكذلك انصار الدولة المدنية والشباب انصار المعاصرة والتنمية السياسية والحزبية ولذلك فإن هذا المجلس من حيث قراءة اولية لتكوينته قد يكون بالفعل قادرا على صناعة التغيير وبيده القرار اكثر مما مضى وسيكون ايضا امام مسائلة شعبية اكثر مما سبق .
تحمل تكوينة هذا المجلس رسالة ذات دلالات سياسية للخارج ولامريكا وإسرائيل خاصة وكذلك لدول صديقة وعربية شقيقة مفادها ان القرار السياسي سيكون هذه المرة بأيادي حزبية وسياسية وفكرية وشبابية تمثل إرادة هذه الامة ولاتاخذها بالحق لومة لائم وخاصة بوجود النواب الاسلاميين الذين بالاصل لهم مواقف مسبقة ومعاكسة تجاه بعض الاتفاقات والقرارات السياسية وخاصة معاهدة السلام مع إسرائيل .
هذا المجلس امامه مهمات شاقة في ظل تحديات وطنية إقتصادية وسياسية وامنية وبطالة وفقر وكذلك في ظل تحديات اقليمية ودولية قاهرة سببها العربدة الصهيونية الجديدة في المنطقة والعدوان الاجرامي على الفلسطينيين وتهديدات إسرائيل للاردن في ظل حكومة اليمين المتطرف واحتمالات فوز ترامب بانتخابات رئاسة امريكا وما قد ينجم عنه من تصاعد لوتيرة عنف إسرائيل وعدوانها في المنطقة .
هذا المجلس على المحك الوطني الان ولن يكون اعضاءه في نزهة نيابية بقدر ماسيكون رأس حربة للدفاع عن الاردن وكسب الاصدقاء الدوليين وتوطيد العلاقات مع دول المنطقة والاشقاء العرب وتمتين الجبهة الداخلية واللحمة الوطنية والانسجام الداخلي والتعاون مع الحكومة برؤية وطنية واحدة تنهض بالوطن وتخدم المواطن وتدعم القرار السياسي الوطني لمواجهة التحديات الاقليمية وحماية الاردن من المخاطر المتزايدة من تهديدات اسرائيل والاجندات الدولية في المنطقة .

