بقلم : د. محمد البدور
وكالة سباي سات - الاخباري - بات من الواضح ان كل بلدان الثورات العربية اصبحت مرتعا للمتطرفين ومسرحا للتدخلات الاجنبية والولاءآت الخارجية والطاعات الغربية والشرقية وحتى الشيطانية والاسرائيلية وميادين لرماية الرصاص واختبار السلاح والضحية هي الدولة والوطن والسكان المدنيين العزل وانتشار الفوضى والغوغائية وقطاع الطرق والمتمردين وهذه سوريا فإن فقدت الدولة سيادتها على اراضيها وانهار نظامها وجيشها سيتحول هذا البلد العربي العميق بتاريخه وحضارته وإرثه الانساني الى مسرحا للاقتتال الداخلي والخارجي الطائفي والايدولوجي والانثروبيولوجي والجغرافي والديموغرافي الذي سيمزقها الى اشلاء ويلعن حاضرها ومستقبلها ولن تعود سوريا الى أمنها واستقرارها وسيادتها حتى تستعمرها دول الحماية والوصاية الجاهزة لدق المسامير في نعوش المتآمرين وستبقى مصدر توتر وصراع يهدد دول الجوار والامن الاقليمي وسيكون الاردن اول المتضررين وسيدفع الثمن لطالما وفي ظل وجود حكومة وسيادة وطنية لم يأمن من المهربين للمخدرات والسلاح وهجمات قطاع الطرق والمتطرفين كما سيكون على الاردن استقبال موجات جديدة من النازحين الفارين من مناطق الاقتتالز
ولان الثورة السورية التي هبت منذ العام ٢٠١١ لم تأتي الا بالخراب والدمار وعلى مدار اكثر من ١٠ سنوات وقد صمد نظامها السياسي ونجح في إخمادها في معظم اراضي سوريا وشهدت تلك الفترة ما شهدته من المعاناة والتشريد والقتل والدمار للسوريين ونشوء حركات مسلحة لم تخلف وراءها الا المقابر الجماعية وخراب الديار والويلات فقد اصبحت الرؤية واضحة امام قادة العرب ان دعم النظام السياسي الحالي اهون الامرين مع الاستمرار بمطالبة الرئيس الاسد بمزيد من الاصلاحات الجذرية على نهجه الوطني ونظامه السياسي وكذلك في مؤسسات الدولة ٠
لقد تخلد في العقل السياسي العربي ان حكم الرئيس بشار الاسد وان لم يكن مرضيا عنه بالقدر الكافي الا انه الخيار الاضمن لبقاء سوريا على قيد الحياة السيادية كبلد عربي في إطاره الوطني قبل ان يتحول الى بؤر لصناعة الموت وينتقل قراره للمجتمع الدولي وهذا مايفسر اليوم الموقف الرسمي المؤازر للرئيس بشار والداعم للسيادة الوطنية الرسمية لسوريا وإدانة الهجمات الاخيرة التي تشنها جماعات مسلحة على مدنها وباتت تهدد امنها وسيادتها الوطنية ٠
