بقلم : الناشطة فاطمة ابو دلو
وكالة سباي سات الاخباري - عمان - لقلّة حيلتنا بشرحِ المواقف التي سبّبت لنا أذىٰ كبير، ولفقرِ اللّغة في التّعبير عن خذلانٍ واحدٍ... للأسف كلمة "حزين وبائس" لا تستوفي كلّ عناصر الألم والبكاء والنّحيب.
ولأنّنا نخاف أن نُفهم بطريقة لا تُشبهنا ويُصنّفنا الّناس في الفئة التي نَخاف أن نصيرها.
ولكوننا أشخاص نتعامل معَ الحقائق بمنطقيّة مع أشخاصٍ غير حقيقين...
لأننا أضعف مِن أن نخوض معارك غياب وفراق وألطفُ مِن أن نتعامل مع الناسِ بنفس الشّر الذي يظهروهُ لنا... نحن نختفي كثيراً ونحبُّ الغياب.
الغياب الذي لا يجعلُ الأمور مأساويّة أكثر ممّا هي عليه، الغياب الذي لا يضعنا بمواقف الشّفقة ولا حتىٰ أننا نَستجدي عطف الآخرين.
في الغياب يمكنكَ أن تكونَ بالنسبة لهم قلقاً، مُستاءً، ممتعضاً... كل الأمور مُحتملة عدا أنّك مثير للشفقة.
الوداع الذي تقولهُ أنتَ بوجهّ بارد وقلبك يحترق .
ربما تستيقظ ذاتَ ليلة مِن هولِ غيابك وتنسىٰ أنْك قرّرت أن تغيبَ طويلاً وإلىٰ الأبد وتحاول أن تحيي كل الأشياء داخلك بعد أن ودّعتها بإرادتك.
"نحنُ نحبُّ كلّ شيءٍ انتهىٰ ونقدّسهُ" لكنّ الغياب إنقاذ... يعبّر عن ذاتنا بطريقةٍ صحيحة.
لطالما كنتَ الشّخص المتوازن في حياتك، مِنَ المهين أن يصفك أحدهم بـ"الدّراما" أو "العاطفي" لمجرّد أنك قررّت شرح عواطفك مثلاً... لذلك غِب كثيراً ..
#فاطمة

