بقلم : احمد صلاح الشوعاني
وكالة سباي سات الاخباري - عمان - في البداية اود أن أوجه كلمة لمعالي وزير الصحة الدكتور إبراهيم البدور لأنني اعلم انه يتفهم ويقرا ما بين السطور ويدرس كل كلمة وحرف ويعلم جيدا كيف يقرأ الملاحظات بالطريقة الصحيحة ويعلم كيف يتعامل معها .
هي رسالة تحمل الكثير من الملاحظات التي تستحق ان نضعها على مكتب معالي الوزير، هذه الرسالة وضعت سابقا على مكاتب العديد من وزراء الصحة السابقون منهم من عمل على تطبيق جزء منها ومنهم من القى بها في سلة المهملات لأنه لم يكن معني في موضوع اصلاح القطاع الصحي بل كان يؤدي رسالته فقط أمام عدسات الكاميرات في جولاته الميدانية ، لا نريد الخوض في ذلك الآن وسيكون لي حديث لاحقا عن هؤلاء الوزراء .
اما اليوم فانا اوجه الرسالة لمعالي وزير الصحة الدكتور إبراهيم البدور الطبيب الذي ابدع في مهنته كـ طبيب وابدع كنائب مدافع شرس عن حقوق المواطنين والعضوً في لجنة الصحة والغذاء النيابي والعضو السابق في مجلس الاعيان و عضو اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية ومشارك في الرؤية الإصلاحية السياسية الملكية و العضو السابق في مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان و ابن القطاع الصحي الذي يعلم جيدا كيف يتعامل مع القضايا والمشكلات .
البدور الذي بدء عمله بشكل مباشر دون تأخير بعد ان قام بالقسم امام صاحب الجلالة وزيرا للصحة فكان صاحب أفعال لا اقوال فعندما قال القسم ) أقسم بالله العظيم ان اكون مخلصاً للملك والوطن وان احافظ على الدستور وان اخدم الامة واقوم بالواجبات الموكولة الي بأمانة ) كان بالفعل رجل الأفعال ليبدا في إعادة وزارة الصحة إلى مسارها الصحيح لهذا كان لابد من تسليط الضوء على بعض الملاحظات كي يتعامل معها بشكل مباشر وأعلم جيدا بأن معالي الوزير سيضعها على اجندته وفي دفتر ملاحظاته الذي يدون فيه كل كبيرة وصغيرة بخط يده فهذا معروف عن البدور بأنه يدون كل شيء حتى لا ينسى ما يحتاجه القطاع الصحي .
معالي الدكتور إبراهيم البدور نرجو منكم متابعة الملاحظات التالية والإشراف عليها شخصيا فهي تحتاج لمتابعتكم وأن يتم ذلك بإشراف المتسوق الخفي كي لا يظلم أحد وان يتم انجاز ما يحتاجه القطاع الصحي .
١ - العيادات الخارجية في كافة المستشفيات الحكومية :
أ - متابعة ساعات عمل العيادات الخارجية الصباحي ومتابعة الكوادر الطبية والتمريضية العاملين في العيادات ، ومتابعة أيضا دوام الأطباء والتمريض العاملين في تلك العيادات فأغلب تلك العيادات ينتهي عملها في ساعات مبكرة وقد تكون قبل الحادية عشرة صباحا .
ب - متابعة دوام الأطباء العاملين في المستشفيات و العيادات تحت مسمى شراء الخدمات لان دوامهم في العيادات بات معروف للجميع ساعات قليلة جدا معدودة على الأصابع فأغلب تلك العيادات قد لا تستقبل ( ١٥-٢٠ مريض ) في اليوم والسبب غياب الطبيب ممن يعملون تحت مسمى شراء الخدمات .
ج - معالي الوزير لا بد من تفعيل دوام العيادات الخارجية المسائية في جميع المستشفيات الحكومية ومنح أطباء وزارة الصحة الفرصة للعمل في العيادات المسائية لتخفيف الاكتظاظ عن العيادات الصباحية .
د - توفير كوادر طبية تابعة لوزارة الصحة من أصحاب الاختصاص للتخلص من قضية شراء الخدمات ومن الممكن ان يتم تمديد سن التقاعد للأطباء أصحاب الاختصاص حتى يتم الاستفادة من خبراتهم في المستشفيات .
هـ - إعادة المرضى الذين يتم تحويلهم من المراكز الصحية بعد علاجهم في المستشفيات إلى عيادات طب الاسرة في المراكز الصحية ويتم متابعة العلاج وصرفه من المركز الصحي التابع لمكان سكن المريض الامر الذي يخفف من اكتظاظ المرضى في المستشفيات .
٢ - نقص العلاجات والأدوية المتكرر في المستشفيات :
منذ جائحة كورونا والمواطن الأردني يعاني من عدم استلام علاجه بشكل كامل في العديد من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والامر متكرر ولم ينتهي حتى تاريخ نشر المادة ترى المرضى وتسمع أصواتهم تعلوا عند استلام العلاج بسبب النقص ، والغريب أن اغلب العلاجات الغير متوفرة في المستشفيات تجدها متوفرة في المراكز الصحية فاين الخطأ ومن المسؤول عن ذلك .
أ - لا بد من معرفة الأسباب الحقيقة لعملية النقص في العلاجات ، فإذا كانت المشكلة كما يقول البعض ( من المورد والشركات ) ام من السيولة والميزانية ام من رؤساء الأقسام المسؤولين عن الصيدليات فكل يلقي بالمسؤولية على الآخر وكلما تحدثنا مع شخص يلقي اللوم على الآخر فما ذنب المواطن من عدم توفير علاجه .
ب - لا بد من مراجعة برنامج ( حكيم التابع للمستشفيات ) الذي يقوم بإيصال العلاجات للمواطنين كون العلاجات تصل غير مكتملة للمرضى علما بأن النظام يخبر المريض أن العلاج متوفر وعند وصول العلاج يجد ان اغلب العلاجات غير متوفرة ، علما بأن نفس الخدمة ( حكيم التابع للمراكز الصحية ) متوفرة تجد بأن جميع العلاجات التي يتم طلبها تصل بشكل كامل واسرع من المستشفيات فما هو السبب ومن هو المسؤول .
ج - لا بد من إعادة النظر في بعض مسؤولي الصيدليات الذين تم تسليمهم المناصب دون العودة إلى مؤهلاتهم العلمية ودرجاتهم وهل هم فعلا مسؤولين يستحقون إدارة تلك الصيدليات ومراجعة ما تم تحقيقه من السلبيات والايجابيات منذ ان تم تسليمهم تلك المسؤولية .
٣ - نقص الكوادر الطبية والتمريضية :
معالي وزير الصحة منذ سنوات طويلة وهناك نقص كبير في الكوادر الطبية والتمريضية والفنيين وتحديدا أطباء الاختصاص وهذا لأسباب عديدة ، أهمها أن اغلب أصحاب الاختصاص انتقلوا للعمل بالخارج ومنهم من لجأ للعمل بالقطاع الخاص وعدد كبير تم احالته إلى التقاعد وهذا ما تسبب في نقص الكوادر في المستشفيات مما انعكس على الخدمات التي تقدمها المستشفيات للمرضى فلا بد من إيجاد حلول للنقص .
أ - ان اغلب المستشفيات الحكومية تعاني من نقص في الكوادر الطبية مما يتطلب من وزارة الصحة والعديد من المستشفيات اللجوء إلى طلب شراء الخدمات من القطاع الخاص والقطاع العسكري وهذا أيضا يشكل عبئ مالي على وزارة الصحة التي تقوم بدفع مبالغ مالية طائلة لشراء الخدمات علما بأن اغلب هؤلاء الأطباء يعملون في أقصى حد بدوام أسبوعي يوم او يومين ( يوم عيادة و يوم عمليات ) وفي يوم عمل العيادة اعتقد بأن ساعات العمل لا تتجاوز 3 ساعات " فلماذا لا تقوم وزارة الصحة بتوفير الكوادر الطبية ويتم تعينهم لصالح الوزارة ويكون الدوام بشكل يومي مما يساهم في الإنجاز والتوفير على الوزارة والمرضى " .
ب - أما في موضوع الكوادر التمريضية فأغلب المستشفيات تحتاج للعديد من الممرضين القانونيين ذكورا واناث لمتابعة الأقسام والطوارئ فهم يمتلكون الخبرة للتعامل مع المرضى ولا بد من مخاطبة جميع المستشفيات من خلال الوزارة كي لا يعمل ممرض قانوني في العيادات الخارجية باستثناء العيادات التي تحتاج لوجود ممرض قانوني لتوفير الاحتياجات التخصصية وان يتم تحويل الممرض المشارك للعمل في العيادات ومراقبة ذلك من خلال جولات تفقدية من مسؤولي الوزارة .
٤ - المستشفى الميداني الملاصق لمبنى الوزارة :
معالي وزير الصحة لا بد من العمل على المستشفى الميداني الملاصق لمبنى الوزارة هذا المستشفى الذي تم بناءه من اجل جائحة كورونا وتم وضع اكثر من ( 400 سرير ) مجهز بكافة أجهزة العناية الحثيثة ومع انهيار أجزاء منه خلال السنوات الماضية بسبب الثلوج تم إعادة ترميم المستشفى بمبالغ مالية كبيرة واعلم بأن هناك قضايا ما بين الوزارة والمقاول ، ولكن بعد الصيانة الجديدة بات المستشفى جاهز لاستقبال المرضى ولا بد من استغلاله بالطريقة الصحيحة وتحويله لمرضى غسيل الكلى للتخفيف عن العديد من المستشفيات ، ولا بد من معرفة مصير الأجهزة والمعدات التي كانت في المستشفى الميداني .
٥- مقترح لحل مشكلة نقص الكوادر الطبية والتمريضية والفنيين والصيادلة :
معالي وزير الصحة يمكن اللجوء للعديد من الحلول للتخلص من نقص الكوادر الطبية والتمريض والفنيين والصيادلة .
أ - لا بد من إعادة النظر في الرواتب والحوافز التي تقدم لجميع ( الكوادر الطبية والتمريضية والفنيين والصيادلة وللعاملين في المستشفيات ) الامر الذي يجعلهم يفكرون كثيرا بترك عملهم او بتقديم اجازات سنوية بدون راتب لتحسين دخلهم .
ب - زيادة اعداد الطلبة الخريجين ( الطب والصيادلة والتمريض والفنيين ) في المستشفيات التعليمية ومنحهم ساعات إضافية تحت اشراف الأطباء وأصحاب الخبرة للمساعدة في النقص الموجود في المستشفيات .
معالي وزير الصحة الاكرم اعلم ان الحديث طويل وكثير واعلم ان اغلب ما تحدثت به تعلمون به وتعملون من اجل إنجازه ومنذ ان اقسمتم اليمين بدأتم بجولاتكم الميدانية إلى المستشفيات والمراكز الصحية ومديريات الصحة لتطلعوا شخصيا على كافة الملاحظات من المسؤولين والموظفين والمواطنين والمراجعين واعلم انكم تقومون بتدوين كافة الملاحظات بيدكم وتقومون بوضع خطط عملية وعلمية مدروسة ومن اجل الحلول السريعة لأنهاء كافة الملاحظات التي تقومون بتدوينها على دفتر ملاحظاتكم وشاهد الجميع ما قمتم به من إنجازات وحلول منذ ان اقسمتم اليمين هذا ما جعلني أقوم بأرسال هذه الرسالة لمعرفتي بانكم ستقومون بمتابعة كل حرف وكلمة وملاحظة في هذه الرسالة .
ختاما اكرر ما كتبته وقلته في المادة السابقة يا معالي الوزير عليكم التأني في اختيار اشخاص قادرين على تحمل المسؤولية في الأماكن القيادية ، ودعم من يعملون في قيادة المؤسسات الصحية كافة وخاصة المدراء ورؤساء الأقسام ، ومتابعة أعمالهم وانجازاتهم وتكثيف الزيارات الميدانية ، وتفعيل دور مدراء المستشفيات و الأمناء العامين ومدراء الأقسام بالوزارة ومديريات الصحة ومتابعة أعمالهم وقراراتهم والعودة إلى كافة العطاءات الخاصة بشركات الادوية والصيانة وغيرها من اعمال اهدرت الكثير من الأموال .
نعم لما تقومون به من ثورة بيضاء في القطاع الصحي يا معالي الوزير .
اختم وأقول بكل ثقة تعجز كلمات الشكر أمام ما تقوم به يا معالي الوزير فأنتم أنموذج المسؤول الحقيقي والرجل المناسب في مكانه المناسب ، لابد ان يقدم الجميع الدعم لمعالي الدكتور إبراهيم البدور الذي يعمل لإعادة القطاع الصحي لمساره الصحيح " .
وللحديث بقية أن كان بالعمر بقية .
