بقلم : فاطمة ابو دلو
وكالة سباي سات الاخباري - عمان - خلق الله الكائنات كلّها بحكمة بالغة، ومن بينها الحيوانات التي وُجدت على هذه الأرض قبل الإنسان وبعده، تؤدّي أدوارًا دقيقة في اتزان الطبيعة. هذه المخلوقات لم نخلقها نحن، ولم نختر شكلها أو طبيعتها، بل هي جزء من منظومة إلهية واسعة، تتكامل فيها الحياة وتتوازن. ومن هنا، لا يملك الإنسان حق احتقارها أو إلغائها أو التعامل معها كخطر دائم بمجرد اختلافها عنّا.
وفي مقابل هذا الخلق المتنوّع، اصطفى الله الإنسان ليكون خليفته في الأرض؛ أي المسؤول الأول عن إعمارها، وحماية مكوناتها، وحفظ الضعيف فيها. منصب “الخلافة” ليس سلطة للتجبّر، بل تكليف بالرحمة والعدل والرعاية. فالإنسان لم يُعطَ القوّة ليستخدمها في القسوة، بل في الحماية، ولم يُمنح العقل ليبحث عن طرق لإيذاء المخلوقات، بل ليجد أفضل السبل للتعايش معها.
إن الحيوانات، وبالأخص الكلاب، لم تُخلق لتكون هدفًا للاضطهاد أو العنف. وجودها بحد ذاته آية من آيات الله، ودليل على سعة خلقه ورحمته، ودور الإنسان تجاهها هو الاعتناء لا الإيذاء، الرعاية لا الترويع. ومن يظن أن القوة تعطيه الحق في قتل أو تعذيب كائن ضعيف، فقد جهل معنى الخلافة، وغاب عنه جوهر الرحمة التي جعلها الله أساسًا للتعامل بين البشر وما حولهم من مخلوقات.
إن إيمان الإنسان الحقيقي يظهر في لحظة يختار فيها أن يحمي مخلوقًا لا يستطيع حماية نفسه. فهناك، بالضبط، يبدأ معنى الإنسانية.
#فاطمة ابودلو

