وكالة سباي سات الاخباري -عمان - د.يزن الشمايلة - وما إن وطئت قدماه أعتاب الكرك حتى بدا وكأن جبالها تنحني احترامًا، ووديانها تُصغي لخطاه. فهذا الرجل لا يأتي منصبًا ولا وجاهة، بل يأتي رؤية تمضي أمامه كالسيل؛ لا توقفها حجارة، ولا تُثنيها أصوات اعتادت الوقوف في وجه الفجر.
الباشا الدكتور محمد المناصير ليس مجرد رئيس لجنة بلدية؛ إنّه روح قيادية إذا مرّت بالمكان أنبتت فيه هيبةً وانضباطًا ونُبل رجالٍ تربّوا على قسم الوطن. يحمل الكرك في صدره كما يحمل الجندي علمه في قلب المعركة… ثابتًا، صادقًا، لا يترك مشروعًا يُولد إلا وقد منحه من إرادته ما يكفي ليقوم واقفًا فوق الأرض.
وإلى جانبه، كانت وما زالت المهندسة ساجدة الرهايفة، المديرة التنفيذية التي استقبلت العمل العام بقلبٍ يعرف الطريق، وبضميرٍ لا يساوم، وبقانونٍ لا ينحني إلا للحق. سنواتٌ من الخدمة جعلتها مرآةً للشفافية، تحبها الكرك لأنها لم تنصت يومًا للشلليات، ولم تُخضع خطواتها إلا للمصلحة العامة.
هي المرأة التي تمضي نحو الإنجاز بثقة، كأنها تمشي فوق خيطٍ من ضوء، مهما حاولت الأصوات أن تشوش، تبقى ثابتة على مسارها، فكرةً ونقاءً وإصرارًا.
هما معًا…
قائدٌ يحمل رؤية لا تُكسر،
ومهندسةٌ تحفظ تفاصيل المكان كما تحفظ الأم ملامح طفلها.
يشكلان ثنائيًا يقف في وجه العرقلة كما يقف الجبل في وجه الريح؛ لا يلتفتان إلى الخلف، ولا يفرّطان بما بدآه… لأنهما يعلمان أنّ خدمة الكرك ليست وظيفة، بل عهدٌ في القلب.
يا باشا… يا ابن المناصير…
يا من جعلت من الكرك خريطة أحلام ومن تعب السنين جسورًا للمنجز…
ويا ساجدة… يا ابنة الكرك التي لا تتعب… يا من وضعتِ القانون سقفًا للعدل، والعمل عنوانًا للوفاء…
سلامٌ على خطاكما،
وسلامٌ على عطائكما،
وسلامٌ على الكرك التي وجدت فيكما قائدين لا تحكمهما الأصوات العابرة، بل تحكمهما الإرادة الراسخة والرؤية التي لا تنطفئ.

