وكالة سباي سات الاخباري -عمان - د.يزن الشمايلة - ولأن الحكايات العظيمة لا تُكتب بالحبر وحده، بل تُنقش في الذاكرة بوهج الإنجاز، فإن أفنان كانت — وما زالت — تلك الروح التي تمشي بين الصفوف وكأنها تحمل ضوءًا خفيًا لا يراه إلا الأطفال. ضوءٌ يشعل فضولهم، يرفع سقف أحلامهم، ويخبرهم في صمتٍ أن العالم أوسع من كتاب، وأن المستقبل يبدأ من مقعدٍ صغير في غرفةٍ مليئة بالبهجة.
أفنان… لم تكن يومًا مجرد معلّمة؛
كانت وطنًا دافئًا يتّسع للصغير قبل الكبير،
كانت جسرًا بين المعرفة والدهشة،
كانت اليد التي تلتقط خوف طفلٍ لتُحوّله إلى ثقة،
والقلب الذي يصنع من كل إنجازٍ بسيط عيدًا صغيرًا.
وفي كل مدرسةٍ مرّت بها، تركت أثرًا لا يُنتزع،
وكأن الأرض تتعلّم منها معنى أن يكون العطاء أسلوب حياة.
ومن قاعات التعليم الخاص، حيث تنافست مدارس الشارقة في الإمارات على ضمّها إلى طواقمها، صنعت أفنان بصمتها الأولى. هناك، طوّرت أساليب مبتكرة تحوّلت إلى منهج يُحتذى به في العديد من المدارس، حتى غدت أيقونة تعليمية يُشار إليها بإعجابٍ أينما ذُكر اسمها.
تحوّلت من معلمةٍ شابة إلى ظاهرةٍ تربوية؛
اسمٌ يتردد في الممرّات، ويُحكى عنه بين الإدارات،
ويُكتب في دفاتر أولياء الأمور على هيئة امتنانٍ طويل.
وحين عادت إلى الوطن ودخلت أسوار التعليم الحكومي،
لم تدخلها كمعلمة جديدة؛
دخلتها كقصةٍ مكتملة الفصول،
قصة تحمل يقينًا بأنها خُلقت لتُغيّر،
لتُضيف،
ولتزرع أثرًا لا يذبل.
ومع ذلك، لا تزال أفنان تشقّ طريق التعلم بشغف؛
تُكمل دراستها للماجستير في جامعة العلوم الإسلامية،
وتتطوع في العديد من الفعاليات والمبادرات،
كأنها تجعل من وقتها سلّة عطاء لا تنفد،
ومن حضورها بابًا دائمًا للخير والنور.
أفنان…
هي مدرسةٌ من العطاء قبل أن تكون مدرسةً للتعليم،
ورحلةٌ من الإلهام تمشي على قدمين،
ودرسٌ مفتوح في معنى أن يصبح الإنسان قدوة قبل أن يصبح معلّمًا.
فهي ليست قصةً تُروى؛
بل شعلةٌ تستمر.
وليست وجهًا في سجلّ المعلّمين؛
بل بصمةٌ في ذاكرة وطن.

