بقلم : محمد خليل البزايعه
لو كانت الطائرات السعودية و الخليجية التي ضربت الحوثيين في اليمن قد ضربت دفاعات نظام بشار وطائراته ودعمت المعارضة السورية عسكريا ولوجيستيا لربما اختلف الأمر كثيرا على مجريات الاحداث بالمنطقة ، وكان من الممكن تجنيب السوريين آلاف الأنفس التي أزهقت ! ولكنهم لم يفعلوا ذلك ! لأن النوايا السعودية والخليجية والدول المتحالفة معهم مختلفة بين كلا الدولتين في سوريا واليمن ، فصراعهم في اليمن هو صراع عقدي الهدف منه بالتحديد الحفاظ على كراسيهم من خطر الشيعة الممتد بالمنطقة ، وصراعهم بسوريا صراع على المصالح وليس هناك مصلحة مباشرة للسعودية ودول الخليج ومن معها بخوض الحرب مباشرة ضد نظام بشار المدعوم من دولة ايران ، والشئ الغريب والمؤسف ان التحرك السعودي والدول المتحالفة معها ضد الحوثيين جاء متأخرا .
كان ينبغي عليهم ان يحاربوا الحوثيون وهم على رؤوس الجبال وليس بعد ان اشتد عودهم وقويت شوكتهم وخصوصا عندما تم استلائهم على مخازن الاسلحة والمعدات الحربية الخفيفة والثقيلة في كافة مناطق اليمن التي سقطت امامهم دون مقاومة من قبل الجيش اليمني ، ان انشغال المملكة العربية السعودية ودول الخليج بالاحداث التي جرت بمصر بعد ثورة 25 يناير وما نتج عنها بفوز الرئيس المنتخب والشرعي محمد مرسي برئاسة جمهورية مصر وتأييدهم ودعمهم للأنقلاب العسكري المصري الذي اطاح بالرئيس الشرعي المنتخب .
وخوفهم وقلقهم من تسلم جماعة الاخوان المسلمين لمقاليد الحكم باليمن ، دفعهم بعدم الاهتمام بمشكلة الحوثيين حيث كان يشكل الخطر الأول على استقرار اليمن والدول المجاورة لها ، ولم تعمل دول الخليج على مساعدة اليمنيين على اجتثاث نظام الرئيس السابق المخلوع عبدالله صالح بشكل نهائي مع انهم كانوا يهددون ويشكلون خطرا على استمرار النظام الجديد والشرعي باليمن ممثل بالرئيس عبدالهادي منصور ، فقد كان رجال النظام المخلوع يسعون الى تقسيم اليمن وجرها الى حرب اهلية او عودتهم الى الحكم .
فكان جل اهتمام تلك الدول منصبا على انجاح الانقلاب العسكري ودعمه وهذا كان خطر كبير وفادحا وقعت به ، مما اتاح للحوثيين الاستفادة منه كثيرا لتحقيق مرادهم وفرض سيطرتهم على الحياة السياسية اليمنية بقوة السلاح والدبابة ، ولكن في النهاية نحمد الله تعالى ان خطوات دول التحالف بقيادة السعودية بأعلانهم الحرب ضد الحوثيين ورجال عبدالله صالح المخلوع .
قد بدأت مؤخرا تحت اسم "عاصفة الحزم " وهي لا زالت مستمرة الى ان يصل جميع الفرقاء الى التحاكم للعقل وتسليم القوة الغاشمة على الارض سلاحها والجلوس على طاولة التحاور دون ان يكون عبدالله صالح ورجاله اي دور بمخرجات الحوار في المرحلة القادمة ، اعتقد ان هذا هو ما يفكر به اليمنيون لانهاء فتيل الحرب الاهلية وعودة استقرار اليمن دون تدخل اي طرف خارجي بما يجري ببلدهم ووطنهم اليمني السعيد .

