بقلم : مهند أبو فلاح
وكالة سباي سات الأخباري - يمثل الإرهاب بكافة صوره و أشكاله إحدى أبرز التحديات التي تواجه الاقطار العربية و الإسلامية في وقتنا الحاضر و هو يضرب بين الفينة و الأخرى هنا و هناك مخلفاً وراءه العديد من الضحايا لا سيما في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة اصلا و التي تعاني من تدهور واضح في أوضاعها الاقتصادية المزرية .
مؤخراً ضرب الإرهاب في كل من أنقرة العاصمة التركية و في مدينة حمص وسط القطر العربي السوري الشقيق و في كلتا الحالتين كانت هنالك عدة قواسم مشتركة في تعامل النظامين الحاكمين في دمشق و أنقرة مع هذه الاحداث الامنية ، فكلاهما لجأ إلى استخدام قواته المسلحة في ضرب معاقل المناوئين له و تصفية حساباتاهما معهم .
اللجوء إلى القوة المسلحة الضاربة و استخدام أسلوب القبضة الحديدية في التعاطي مع المجاميع الإرهابية و تجييش الرأي العام الداخلي ضد المجموعات الانفصالية الكردية ما وراء الحدود كان علامة فارقة في تعاطي حكومة العدالة و التنمية التركية مع الهجوم الإرهابي الفاشل في أنقرة و هو سلوك براغماتي ميكافيلي مبرر في ظل أزمة حادة تضرب الاقتصاد التركي منذ بعض الوقت فكان لزاما على حكام أنقرة تغطية عجزهم و اخفاقهم في هذا الملف عبر دق و قرع طبول الحرب الموجهة لحزب العمال الكردستاني و حلفائه في جبال قنديل أقصى شمال شرق العراق و في مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية المعروفة اختصاراً بإسم قسد .
قرع طبول الحرب لم يقتصر على السلطات الحاكمة في تركيا بل شمل أيضا نظيرتها السورية التي سارعت إلى الرد على المذبحة المروعة التي طالت حفل تخريج كوكبة من ضباط الصف الاغرار في الكلية الحربية بحمص بقصف مدفعي عنيف طال العديد من القرى و البلدات في ريف ادلب الجنوبي الخارجة عن نطاق سيطرة نظام الرئيس بشّار الأسد الذي يعاني اقتصاده المحلي من أزمة عنيفة تمثلت في غلاء المعيشة و انهيار سعر صرف العملة المحلية " الليرة السورية " في أعقاب تطبيق قانون قيصر من قبل الإدارة الأمريكية في صيف العام 2020 .
على أية حال يبدو واضحا و جليا للعديد من المراقبين و المحللين السياسيين ان العمليات الإرهابية تشكل في كثيرٍ من الأحيان حجة مناسبة لإلهاء الرأي العام الداخلي هنا و هناك عن الكوارث المعيشية التي يعاني منها الغالبية العظمى و الساحقة من مواطني البلدين و وسيلةً للهروب الى الأمام و تصدير الأزمات في ظل واقع مرير لا يبشر بحدوث انتعاش اقتصادي على المدى القصير المنظور و طوق نجاة تتشبث به السلطة الحاكمة في هذا القطر أو ذاك متذرعةً بتعرض أمنها الداخلي لمخاطر لا تعد و لا تحصى و أنها منخرطة في حربٍ شعواء لا هوادة فيها ضد عصابات إرهابية قاتلة تستلزم رص الصفوف و إسكات و إخراس اية اصوات منتقدة لطريقة إدارتها للملف الاقتصادي البالغ الأهمية .

