بقلم : د. محمد البدور
وكالة سباي سات - الاخباري - خلال قمته بالرئيس الامريكي لم يخفى جلالة الملك عبد الله غضبه على جرائم اسرائيل بالقول "اذا هاجمت رفح لن نقف مكتوفي الايدي ويجب ان تنهي هذه الحرب الان " ، وياتي هذا التصريح الملكي متعارضا مع الموقف الامريكي والذي عبر عنه بايدن ان على اسرائيل ان تضمن سلامة المدنيين في رفح اذا ما ارادت القيام بعمل عسكري لم يكن كلام صاحب الجلالة رماديا للرئيس الامريكي بل كان واضحا ومحددا بانهاء عدوان اسرائيل على غزة والفلسطينيين .
قبل ٧ اكتوبر حذر جلالة الملك في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحده المجتمع السياسي الدولي من مغبة استمرار التطرف الاسرائيلي وعربدة الصهاينه وانتهاج تفكير القلعة وسطوة المستوطنين وعنفهم الدموي المتزايد على الفلسطينيين وكذلك التوسع الاستيطاني وازدياد وتيرة القتل والاجرام الاسرائيلي وقال جلالته ان حل الصراع واحلال الاستقرار في المنطقه لايتأتى الا باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والكف عن الاعتداء على الاقصى الشريف والمقدسات .
نعم كان هذا هو النصح الملكي للمجتمع الدولي في الامم المتحده ايضا مفهوما ومحددا ووفقا لقرارات الشرعية الدوليه .
اليوم تعالت الاصوات الامريكية والغربية وحتى العربية والاسلامية تطالب بما نبه اليه جلالته مرات وعبر كل المنابر السياسية العالميه حتى في محاضرات جلالته التربيوية التعليمية في المدارس السياسية والمعاهد الفقهية البرلمانية الامريكية والغربيه ظل الخطاب السياسي لجلالته مرتكزا على افهام العالم بتلك الاسس والثوابت اذا ما اراد العالم احلال السلام العادل والشامل في المنطقة ولعل بايدن رئيس امريكا خلال لقائه جلالة الملك مؤخرا اشار الى ان صاحب الجلالة الشريك الاكثر تأثيرا في الحل للصراع في المنطقه .
وعلى مايبدو ان النصح الملكي يحتاج الى تفسير لادوات التطبيق السياسي في ظل فلسفة سياسية امريكية غربية منحازة لاسرائيل ولاجل ذلك ستبقى المنطقه تدور في صراع واسرائيل نفسها تدفع ثمنه من امن شعبها كما يدفعه الفلسطينيين من حياتهم مالم يجد العالم وبالذات امريكا طرق بديلة عن الانحياز لاسرائيل والاعتراف بالحقوق الفلسطينية واعتراف اسرائيل بدولة فلسطين وهذا يتطلب تغيير فلسفة ساسة اسرائيل لطالما دفعت الثمن باهظا بعد طوفان الاقصى وقد يطوف بها مرات ومرات وجيل بعد جيل مالم تذعن لحقوق الفلسطينيين وحقهم بالحياة والعيش بأمن وسلام .
نعم جلالة الملك عبد الله لم تأخذه بالحق الفلسطيني لومة لائم لطالما نصحه السياسي سيظل خارطة الطريق للاستقرار والسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين .
وفي كل مرة وحين يؤكد جلالة الملك ان تهجير الفلسطينيين مستحيل وان النظرة المتطرفة لاسرائيليين بان الاردن وطن بديل دونه الحرب وان الوصاية الهاشمية على الاقصى والمقدسات الدينية حق تاريخي للهاشميين لايسمح لاسرائيل واي كان المساس به ولعل هذا ما اشار اليه الرئيس الامريكي في سياق تصريحاته خلال لقائه بجلالة الملك عبد الله الثاني .
متحدثون امريكيون ادهشتهم ثقافة جلالته السياسية العميقة وقد تداولوا بعض مفردات خطابه وحديثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشيدين برؤى جلالته خصوصا ان كثيرين من الامريكيين باتت تستهويهم ثقافة المعرفة بواقع الصراع بالشرق الاوسط مما يتحدث به جلالته من رؤى سياسية منطقية وواقعية ترتكز على الحق والمشروعية وحقوق الانسان وتحقيق السلام .

